نبينا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمد عبد الله ورسوله
وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قصة مع الشاعر الحطيئة ـ وهو شاعر
مخضرم هجّاء ـ واسمه جرول بن أوس،
وذلك أن الزبرقان بن بدر التميمي سيد قومه
عَمِل للنَبي ـ ـ وأبي بكر وعمر، وكان يجمع زكاة
قومه ويؤديها لهم. وقد أشتكى لعمراً لما هجاه
الحطيئة. فقال له عمر وما قال لك: قال: قال لي :
دع المـكـارم لا تـرحـل لبغيتـهـاواقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
|
فقال عمر: ما أسمع هجاء ولكنها معاتبة.
فقال الزبرقان :
أو لا تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس!
والله يا أمير المؤمنين ما هُجيت ببيت قط أشد
عليَّ منه. فدعا عمر حسان بن ثابت وسأله :
أتراه هجاه ؟ قال حسان : نعم وسلح عليه !
فحبس عمر الحطيئة، فجعل الحطيئة
يستعطفه ويرسل إليه الأبيات، فمن ذلك
قوله :
تحنن عليّ هداك المليكفــإن لـكـل مـقـام مـقـال
|
فلم يلتفت إليه عمر، حتى أرسل إليه الحطيئة
مـاذا تقـول لأفــراخ بــذي مــرخزغب الحواصل لا ماء ولا شجر
|
القيت كاسبهـم فـي قعـر مظلمـةفاغفر عليـك سـلام الله يـا عمـر
|
انت الامام الذي من بعد صاحبـهالقت اليـك مقاليـد النهـى البشـر
|
مـا آثـروك بـهـا اذ قـدمـوك لـهـالا بـل لانفسهـم قـد كـانـت الاثــر
|
قال عمر : فإياك والمقذع من القول
فقال الحطيئة : وما المقذع ؟
قال عمر : أن تخاير بين الناس فتقول
فلان خير من فلان وآل فلان خير من آل فلان ؛
قال الحطيئة : فأنت والله أهجى مني .
ثم قال له عمر : والله لولا أن تكون سُنّة
لقطعت لسانك . فاشترى عمر منه
أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم،
وأخذ عليه عهداً ألا يهجو أحداً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق