القرآن الكريم في ذكر ادم عليه السلام
أحبتي في الله! لقد ذكر الله قصص الأنبياء في كتابه وقال فيها: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) [آل عمران: 62]. وقد لفت انتباهي موضوع التوازنات العددية في هذا الكتاب العظيم فقمت ببحث بسيط عن الآيات التي ذكرت سيدنا آدم أول أنبياء الله.
لقد أحسستُ بأن اله تعالى قد أودع في هذه الآيات توازنات عددية، ولكن لا أدري ما هذه التوازنات، ثم بعد بحث ودراسة وجدت شيئاً مبهراً لا يمكن بحال من الأحول أن يكون مصادفة، لأن الآيات التي تحدثت عن سيدنا آدم منظَّمة بشكل دقيق ومحكم.
لقد ذُكر اسم سيدنا (آدم) في القرآن كله في 25 آية، وهذه الآيات منها ما نزل بمكة ومنها ما نزل بالمدينة على فترات متباعدة وفي مناسبات متنوعة، مما يعني استحالة أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من رتبها بهذا الشكل الذي سنراه أمامنا.
لقد تكرر ذكر آدم عليه السلام 25 مرة كما قلنا وقد توزعت على الشكل الآتي:
آيات خاطب الله بها الملائكة
في كتاب الله تعالى هنالك 5 آيات خاطب الله بها الملائكة أن يسجدوا لآدم بصيغة (اسجدوا لآدم). والآيات الخمسة هي:
1- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى
2- ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ
3- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا
4- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ
5- وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى
تأملوا معي كيف جاءت الآيات الخمسة بنفس الصياغة (قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) مما يدل على أن هناك نظاماً لغوياً محكماً.
آيات خاطب الله بها آدم
والآن ما هي الآيات التي خاطب الله بها سيدنا آدم؟ في القرآن 5 آيات خاطب الله بها سيدنا آدم مباشرة بصيغة (يا آدم).والآيات الخمسة هي:
1- قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ
2- وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ
3- وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا
4- فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ
5- قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى
ونلاحظ أن العبارة ذاتها تتكرر (يا آدم) خمس مرات، والعجيب أن الآيات الأربعة الأولى الخطاب موجه من الله إلى آدم، يعلمه ويأمره وينصحه، ثم الآية الأخيرة جاءت على لسان إبليس حيث خاطب آدم ليغويه فاستجاب له، وسبحان الله! هكذا هو الإنسان، لولا رحمة الله لاتبعنا الشيطان، ولذلك يا أخي المؤمن ما دمت تقول (لا إله إلا الله) فأنت بخير ويجب عليك أن تحمد الله تعالى.
آيات خاطب الله فيها بني آدم
ولكن الخطاب في القرآن لا يقتصر على الملائكة وعلى سيدنا آدم، بل إننا نجد في القرآن 5 آيات أيضاً خاطب الله بها البشر بصيغة (يا بني آدم). والآيات الخمسة هي:
1- يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا
2- يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ
3- يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
4- يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي
5- أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ
وسبحان الله! ما هذا التناسق؟ بالضبط يأتي عدد الآيات خمسة لا أكثر ولا أقل، فبالله عليكم هل هذه مصادفة؟!
آيات تحدثت عن آدم
أيضاً في القرآن5 آيات تحدث الله بها عن سيدنا آدم. والآيات الخمسة هي:
1- وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا
2- فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ
3- إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا
4- وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ
5- وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى
وهنا نلاحظ نفس الظاهرة تتكرر، فالآيات الأربعة الأولى يعلم الله بها سيدنا آدم، ثم يتوب عليه ويصطفيه ويعهد إليه، ولكن في الآية الأخيرة نجده يعصي الله تعالى!!! فتذكر أيها الإنسان قصة أبيك آدم وتذكر بالمقابل رحمة الله عليك.
آيات تحدثت عن بني آدم
وأخيراً في كتاب الله تعالى5 آيات تحدث الله فيها عن البشر من بني آدم. والآيات الخمسة هي:
1- إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ
2- وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ
3- وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ
4- وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ
5- مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ
وهنا نلاحظ أن الله تعالى يتحدث عن سيدنا عيسى وهو من بني آدم، ثم عن ابني آدم (قابيل وهابيل)، ثم عن ذرية بني آدم، ثم عن إكرامه لنا نحن بنو آدم، ثم عن أولئك المتقين الذين يخرون لله سجداً عندما يسمعون آيات الله تعالى من ذرية آدم.
وهنا يا أحبتي لا أجد خيراً من قول الحق تبارك وتعالى عن كتابه: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]. وألخص لكم هذه العجيبة من عجائب القرآن حيث نتذكر أن اسم سيدنا (آدم) تكرر 25 مرة في القرآن وجاءت الآيات الخمسة والعشرين موزعة توزيعاً هندسياً دقيقاً خمس آيات لكل نوع كما يلي:
5 آيات خاطب الله بها الملائكة
5 آيات خاطب الله بها آدم
5 آيات خاطب بها بني آدم
5 آيات تحدثت عن آدم
5 آيات تحدثت عن بني آدم
والمجموع 25 آية هو عدد مرات ذكر سيدنا آدم عليه السلام في القرآن، ونقول كما علمنا الله تعالى أن نقول: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق